![]() | ||||||||||||||||||||||||
يكاد شوقي يهلكني فلم أتوقف عن التفكير به طيلة الوقت كل ذكرياتي معه تراودني وكأنني حبيسة تأبى التحرر من سجانها
أشعر بنفسي وكأنني بين أحضانه أتنفس رائحة جسده التي تمدني بالراحة والاطمئنان
مازلت غارقةً بأحلام اليقظة لم أرد الاستيقاظ منها مطلقاً فأنا أتنفس عشقه بدلاً عن الهواء باحثة عنه في كل الوجوه لا أعرف اليأس ولا أعرف ماذا سأفعل حين أجده هل سأجري لأعانقه أم سأبدو كالشجرة الضاربة بجذورها في الأرض لا تبالي بما حولها
حقيقةً أنا لا أعرف ماذا سأفعل حينها
ففراقنا كان بالاتفاق طوعاً لا كرهاً وأيقنت الآن أن أسبابنا كانت واهية
فلم أكن أعلم مقدار حبي له فرغم مرور عامين فلم تزدني إلا الاشتياق والحنين لوجوده بجانبي وبالتأكيد هو كحالي فلم يكن أقل حباً
من الآن لن أترك نفسي لأتجرع ألم الفراق سأذهب باحثةً عنه في كل الأرجاء سأتحسس الأماكن التي كان يفضلها أريد حقاً أن ألقاه
وذات يوم لم أصدق ما أرى فقلبي كاد أن يتوقف
إنه هو يحتسي فنجان من القهوة ممسكاً بيده كتاب يرمقه بنظراته الخاطفة مستمتعاً بمذاق قهوته غير مبالي بما حوله
فهي عادته التي طالما سئمت منها الآن أراه مميزاً بها عن غيره
لما أتمالك نفسي إلا وأنا مسرعة إليه لم أرى أي شيء أمامي قد خطت قدماي اليه فكنت طائرة أحلق دون قيود لم يسقطني سوى جسداً هم واقفاً يدفعني بخفة إلى الأمام فيجبر يداي على معانقة يداه ويقول بشكل رسمي كيف حالك يا لها من صدفة جميلة ثم أتت فتاة مسرعة إلينا على وجهها علامات دهشة ليقول مسرعاً أعرفك بزوجتي هنا تساقط جسدي الطائر ليرتطم بالأرض وليكسر قلبي لنصفين
هممت ألملم قلبي وانصرفت سريعاً لا أرى أمامي من دموعي المتلاحقة دون توقف وتذكرت كلامي حينما كنت أقول ماذا أفعل عند اللقاء و وجدتني أردد ياليتني كنت شجرة فلو كنت شجرة عند رؤيته لكانت أبت جذوري الرحيل وظللت بالمكان الذي رزقني الله إياه ولم يُكسر قلبي حينها
بقلمي/آيات كاظم