أستمتع بكلماتي
عندما يخفق قلبي فرحًا أو شجنًا لا أتمالك نفسى وأمسك قلمى، معبرةً به عما يدور بخاطرى. اعتدت سابقًا تدوين الأيام بالمواقف واللحظات، أجد فى ذلك متعة غير عادية، خصوصًا عندما أقرأ يومى السابق ثانية وأعيش معه التفاصيل نفسها!.
فى عامى الرابع عشر ظللت أكتب لعام ونصف، واعتبرتها يومها مذكراتى، إلى أن دخلت والدتى المستشفى إثر حادث ومكثتْ فيه ثلاثة أشهر، وقتها طلبت من أبى تلك المذكرة، فأخبرنى بأنه لم يجدها، وعلمت بعدها أنه قد قرأها، ورفض الإتيان بها رأفة بحالى.
رحلت أمى حاملة معها قلبى، وإثر خروجى من المستشفى، اتَّكأتُ على كل ما يقابلنى لأصل إليها، ووجدتها بالفعل مثلما تركتها. فرحت كثيرًا وذهبت بها إلى شرفتى، وبدأت أقرأ ما بها ودموعى تنهمر دون توقف، أشعر وأتخيل وأتذكر كل التفاصيل التى لم يعد بإمكانى عيشها ثانية!.
واصلتُ القراءة أيامًا، حتى انهرتُ، ولحظاتى ومواقفى مع أمى تستيقظ ثانية أمامى، وفى يوم صحوت ولم أجد هذه المذكّرات، حزنت كثيرًا لكننى أيقنت لاحقًا أن فى ذلك رحمة، ومن يومها أصبحت أكتب لإخراج مشاعرى، أهرول لأمسك قلمى وأصف ما أمرّ به بأبطال آخرين، لكن عندما أقرأها ثانية لا أتعذَّب ولا أتذكر ما فات، فقط أستمتع بكلماتى، وأهدأ بعد أن أفضيت بكل ما فى نفسى على الورقة.
بقلمي /
الكاتبة والاستشارية:آيات كاظم